www.shpaptop.hexat.com
معـــا نحـــو الـتـغيـــيـــر
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ، ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ،
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ...
ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺩ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.ﻭﺗﺎﻗﺖ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ، ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ، ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺃﺷﻮﺍﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ.
ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻭﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ، ﻭﻭﻣﻴﺾ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ، ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ، ﻓﻴﺘﺴﺎﺀﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ......ﻛﻴﻒ ﻧﻐﻴِّﺮ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺗﻨﺎ ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘﻨﺎ ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻷﻟﻴﻢ ؟
ﺇﻟﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﻫﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ..
ﺍﻟـﺒـﺪﺍﻳـﺔ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ! ﺇﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻔﻜﻴﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻳﻌﺪُّ –ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻪ–ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ؛ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺌﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ، ﻭﺍﺳﺘﺴﺎﻏﻮﺍ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ، ﻭﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ،
ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ؛ ﺑﻞ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﻟﻢ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺤﺴﻮﻥ ﺑﻮﺣﺸﺔ ،
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﻮﺗﻰ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺣﻴﺎﺀ ، ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻣﻨﻜﺮﺍً ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻫﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﻮﺩّ ﻭﺍﻧﺘﻜﺲ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺬﻳﻔﺔ)) :ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻛﻌﺮﺽ ﺍﻟﺤﺼﻴﺮ ﻋﻮﺩﺍً ﻋﻮﺩﺍً ، ﻓﺄﻱّ ﻗﻠﺐ ﺃﺷﺮﺑﻬﺎ ؛ ﻧُﻜﺘﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﻜﺘﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ، ﻭﺃﻱُّ ﻗﻠﺐ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ؛ ﻧﻜﺘﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﻜﺘﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ، ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻴﻦ ، ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎ ، ﻓﻼ ﺗﻀﺮﻩ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﺮﺑﺎﺩّﺍً ، ﻛﺎﻟﻜﻮﺯ ﻣﺠﺨِّﻴﺎً ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﻨﻜﺮﺍً ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻩ] [ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.]
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ– ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ–ﻓﻤﺎ ﺩﻣﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ؛ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ،
ﻭﻟﻜﻦ... ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺩﻭﻥ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ؛ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
-1ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺔ.ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ، ﻓﻴﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﻮﺗﻪ ﻭﺟﺒﺮﻭﺗﻪ ، ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ، ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺍﺯﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺟﻤﻴﻌﺎً ، ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﻤﻴﺖ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ،
ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ.ﻭﻳﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺿﻌﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻘﺎﺭﺗﻪ ﻭﻓﻘﺮﻩ ،
ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺘﻌﺪٍّ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ، ﺳﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺧﻄﻪ ، ﺑﻌﻴﺪٌ ﻋﻦ ﺳُﺒﻞ ﻃﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﺍﻟﺮﺏُّ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﺮﻩ ﻭﻳﺮﺣﻤﻪ ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﻭﻳﺤﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻳﻮﺿﺢ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻴﺴﻠﻜﻪ ، ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺠﺘﻨﺒﻪ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺰﻋﺞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ.
2_ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ:ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ؛
ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ، ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ، ﻭﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻛﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻭﻣﻌﻮﻕ ، ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻛﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻣﻮﺻﻞ ، ﻓﻬﻲ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻧﺰﻋﺎﺝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻭﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ.
ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻧﻮﻋﺎﻥ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ:ﻋﺰﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ.
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻝٍ ﻛﺎﻣﻞٍ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝٍ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ ، ﻭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻗﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﻋﺰﻳﻤﺘﻪ ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ ، ﻓﻤﻦ ﺻﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮ ؛ ﺃﻋﺎﻧﺔ ﻭﺛﺒَّﺘﻪ. ()ﻭﻣﺘﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻋﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ–ﻋﺰ ﻭﺟﻞ–ﺑـ(ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ)
ﻭﻫﻲ ﻧﻮﺭٌ ﻳﻘﺬﻓﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﻯ ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻣﺤﺎﺳﻦ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،
ﻭﻳﺘﺨﻠﺺ ﺑﺎﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻚِّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻌﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ.
3_ﺍﻟﺘﻮﺑـﺔ:ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻤَّﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎً ، ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ؛
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:﴿ﻭَﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺟَﻤِﻴﻌﺎً ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ (ﺍﻟﻨﻮﺭ:الآيه31)
ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:ﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ. ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ.ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻻَّ ﻳﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.ﻓﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﺫﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ،
ﻭﻻ ﺗﺼﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻮﺑﺔ ،
ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﻃﻮﻉ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻗﺎﻝ)) :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺗﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺗﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ] ((ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
4_ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻋﺔ:ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺨﻄﻰ ﺳﺮﻳﻌﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻂﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﺳﻞ ﻋﻦ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮ.ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:( ﻭَﺳَﺎﺭِﻋُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٍ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﺟَﻨَّﺔٍ ﻋَﺮْﺿُﻬَﺎ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕُ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﺃُﻋِﺪَّﺕْ ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ )ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ. (133:ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:ﺳَﺎﺑِﻘُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٍ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ......)ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ:ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ. [21ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:(َفاستبقوا ﺍﻟْﺨَﻴْﺮَﺍﺕِ )ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ. [148
ﻭﻣﺪﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞَّ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺁﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ:(ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳُﺴَﺎﺭِﻋُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮَﺍﺕِ ﻭَﻳَﺪْﻋُﻮﻧَﻨَﺎ ﺭَﻏَﺒﺎً ﻭَﺭَﻫَﺒﺎً ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻟَﻨَﺎ ﺧَﺎﺷِﻌِﻴﻦَ)﴾ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ:ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ. [90
ﻭﻣﺪﺡ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ:(ُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻳُﺴَﺎﺭِﻋُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮَﺍﺕِ ﻭَﻫُﻢْ ﻟَﻬَﺎ ﺳَﺎﺑِﻘُﻮﻥَ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ. [61:
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:(ﺍﻟﺘﺆﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ) (ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ)
ﻭﺍﻟﺘﺆﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ.
ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺭﻋﺔ ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ :ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ. ﻓﻘﺎﻝ:ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ!ﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ!!ﻗﺎﻝ:»ﻧﻌﻢ. «ﻗﺎﻝ:ﺑﺦٍ ﺑﺦٍ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻚ ﺑﺦٍ ﺑﺦٍ ؟.ﻗﺎﻝ:ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ.ﻗﺎﻝ :ﻓﺈﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻋﻤﻴﺮ ﺗﻤﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻪ ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﻦ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:ﻟﺌﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﻴﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﺁﻛﻞ ﺗﻤﺮﺍﺗﻲ ﻫﺬﻩ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ!!ﻓﺮﻣﻰ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﺛﻢ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ] .ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺌﻮﺍ ﻭﺗﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺑﻬﺎ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻗﺪ ﺣﺮﻣﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﻫﺮﻗﻮﺍ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺿﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
ﻓﺄﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ؟
5_ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ:ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻻﻋﻮﺟﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ، ﻓﻤﻦ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘﻪ ﻭﺃﺑﺼﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺿﻴﺎﻉ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ، ﻻﺑُﺪَّ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻮﺭﺍً ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﻖ، ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻌﺜﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺷﻬﺪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺑﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ.
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺳﺤﺮﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻟﻤَّﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﺼﺎﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺗﻠﻘﻒ ﻣﺎ ﻳﺄﻓﻜﻮﻥ، ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺭﺏَّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ:(ﺁﻣَﻨَّﺎ ﺑِﺮَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ*ﺭَﺏِّ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻭَﻫَﺎﺭُﻭﻥَ )ﻷﻋﺮﺍﻑ: ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ. [122 -121]
ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺒﺌﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﻋﺪﻫﻢ ﺑﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﻝ ﺑﺘﻘﻄﻴﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻭﺻﻠﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﻭﻉ ﺍﻟﻨﺨﻞ.
6_ ﺍﻟﻌﻠﻢ:ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ، ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻠﻤﻲ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻀﺒﻂ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻓﻼ ﺗﻨﺤﺮﻑ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ:( ﻓَﺎﻋْﻠَﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ )ﻣﺤﻤﺪ: ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ. [19
>ﻓﻌﻠﻰ ﻣُﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ، ﻓﻴﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.
7_ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ:ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﻤﺎ ، ﻭﻟﻴﺤﺬﺭ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻓﺈﻥ ﻓﺘﻨﺘﻬﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺧﻄﺮﻫﻢ ﻛﺒﻴﺮ ،
ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺇﻻ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ، ﻭﺣﺒَّﺬﺍ ﻟﻮ ﺃﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ،
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻮﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:ﺇﻥ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﺃﻋﺠﻤﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ.ﻭﻟﻴﺤﺬﺭ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :(ﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ)(ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ؛ ﻓﻬﻮ ﺭﺩّ)
ﺃﻱ:ﻣﺮﺩﻭﺩٌ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳُﻘﺒﻞ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﻐﻲ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎً ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
8_ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ:ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﻣﻄﻠﺐ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻓﺈﻥ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﻴﻦ ﺍﻓﺘﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ، ﻓﺘﺴﺎﻫﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ، ﻭﺗﻤﻴﻌﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ، ﻭﺗﻨﺎﺯﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﻜﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ،
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ:(ﺧُﺬُﻭﺍ ﻣَﺎ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻛُﻢْ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ)ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 93]
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ:)ﻭَﻛَﺘَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﻟْﻮَﺍﺡِ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻣَﻮْﻋِﻈَﺔً ﻭَﺗَﻔْﺼِﻴﻼً ﻟِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓَﺨُﺬْﻫَﺎ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ (ﻷﻋﺮﺍﻑ:ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ. [145
ﻭﺃﺭﺷﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ:)ﻋﻀُّﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ.( ....
ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ، ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺟﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ،
ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻈﻴﻒ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﺍﻡ.ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﺗﻐﻠﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻟﻬﻮ ﻭﻟﻌﺐ ﻭﻏﻴﺒﺔ ﻭﻧﻤﻴﻤﺔ ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻭﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺑﻨﺎﺀﺓ ،
ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻷﺩﺏ-9 .ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ:ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ، ﻓﻴﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ،
ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ:ﻳﺘﺮﻙ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ، ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ؛ ﻛﺎﻟﺰﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﻁ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺎﺕ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ، ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﺳﻤﻮﻡ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ، ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ، ﻭﺗﺘﺮﻙ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ.ﻭﻳﺘﺠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ، ﻭﻳﺘﺠﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻭﺣﻔﻈﻪ ﻭﺗﺪﺑﺮﻩ ﻭﺗﻌﻠُّﻤﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ، ﻭﻳﻠﺠﺌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﺇﻟﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.
10_ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ:ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ–ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ–ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻭﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻜﺮﻫﻢ ﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﻢ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻬﻢ ،
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ:(ﺍﻟْﺄَﺧِﻠَّﺎﺀُ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﻟِﺒَﻌْﺾٍ ﻋَﺪُﻭٌّ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ)ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ. [67:
ﻭﻳﻘﻮﻝ:(ﻭَﻳَﻮْﻡَ ﻳَﻌَﺾُّ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻢُ ﻋَﻠَﻰ ﻳَﺪَﻳْﻪِ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﻳَﺎ ﻟَﻴْﺘَﻨِﻲ ﺍﺗَّﺨَﺬْﺕُ ﻣَﻊَ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝِ ﺳَﺒِﻴﻼً*ﻳَﺎ ﻭَﻳْﻠَﺘَﻰ ﻟَﻴْﺘَﻨِﻲ ﻟَﻢْ ﺃَﺗَّﺨِﺬْ ﻓُﻼﻧﺎً ﺧَﻠِﻴﻼً )ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ. [28 - 27:
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ)) :ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻴﻠﻪ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻞ.
>ﻓﺎﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺱ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺴﻴﺊ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺷﺎﺏ ﺍﻧﺘﻜﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻨﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.
10_ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ:ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺄﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ، ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻳﻘﺪِّﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ، ﻭﻳﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻘَّﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ، ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﻗﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ.
12_ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ: ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
ﻭﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ( ﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﻌْﺒُﺪُ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻦُ)
ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ ، ﻭﺗﻼﻭﺓ ﻛﺘﺎﺑﻪ.
13_ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ:ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻴﻼﺩ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺻﺒﺮ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ،
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﻳﺘﺒﻴَّﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ، ﻓﺎﻟﺼﺎﺩﻕ ﻳﺘﺠﺮﻉ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻭﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺻﺒﺮ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻟﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ، ﻭﺗﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ،
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﺑﻞ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻷﻭﻝ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ، ﻭﻳﻨﻜﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ.ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺟَﺎﻫَﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻨَﺎ ﻟَﻨَﻬْﺪِﻳَﻨَّﻬُﻢْ ﺳُﺒُﻠَﻨَﺎ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻤَﻊَ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ )ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ. [69:
واخيــرا اللهــم انــر قلــوبنــا بطــاعتــك ولا تكلنــا الــي انفسنــا طــرفــة عيــن ابــدا..
ﻭﺻــﻠَّﻰ ﺍﻟﻠــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻧـﺒـﻴـﻨـﺎ ﻣﺤـﻤـﺪ ﻭﻋﻠــﻰ ﺃﻟــﻪ ﻭﺻﺤﺒــﻪ ﻭﺳﻠَّــﻢ
Powerd & disained by : © ™, mr.ahmed-2011-2012
Log in